.: مختبرات الجولدن التقنية :.

السبت، تشرين الأول ٢٨، ٢٠٠٦

كوم سيتيكيشين


الفكرة تلوح لي كوميض غامض لا أكاد أتبينه .. لكني أحس به ..

إنها على كل الأحوال وجهة نظر في هذا الكون الهائل الذي لا تمده
حدود و لا فكرة .. مؤخرا بدأت أشعر ان الكون منظم خارق القدرة ..
و لنسمه الإله دينا و القدرة غير المرئية علميا .. اي شيئ ..

المهم أن هذه القدرة الإلهية او لنتفق على الاسم .. أقول القدرة
الإلهية هذه هي مبدعة كل روائع العالم حاضره و ماضيه و مستقبله
وواضعتها على أرض الحياة من فن و علم و أدب و عمران و موسيقا
و اختراع إلى أخر ما هنالك وما قيمة من اكتشفها إلا أنه أهل من
قبل الإله لمثل هذا العمل حتى قبل أن يخلق هو الكون فعليا ..
و ما دوره من الحياة إلا الكشف عنها أي عما خلق من أجل الكشف عنه .

مثلا .. لوحة " الجوكاندا " , رائعة "دافنشي " التي حيرت العالم
"ليوناردو" هذا ليس صانعها !!

إنه ببساطة من أهلته القدرة اللإلهية لكشف ستار الغيب عنها فقط !!
أي هي موجودة فعليا و قائمة كذلك قبل ألاف السنين حتى
من ولد "ليوناردو" و مخبوءة خلف ستار غيبي لا يرفع عنها إلا
بيد دافنشي .. و دافنشي وحده!! و بالذات ..

أما المعاناة التي تكبدها هذا المؤهل المختار أو الرسام العظيم
كما نسميه , هذه المعاناة من سهر و متابعة ما هذا إلا ضريبة
يكفله بها الإله دون علمه البشري المحدود او إرادته الفعلية
و ذلك ثمنا لخلوده المرسوم قبل مجيئه إلى الدنيا حتى ..

نفس الشيئقال عن " كونشيرتو الأربعين " لموزارت " و
سمفونية " القدر " لبتهوفن " .
هي معزوفات رائعة قائمة و عائمة متناثرة في الهواء بشكل غير
منظم كليا قبل ميلاد أصحابها المنسوبة إليهم و ما دروهم إلا
كشف الغطاء الغيبي عنها

والقيامة .. أو يوم انتهاء العالم
ما هو إلا اليوم الذي يتم فيه كشف غطاء الغيب عن كل ما
وراءه بعد أن يأتي أصحاب الروائع كلهم بالتتابع و يكشفوا
الأغطية .. و يرحلوا عندها !.. لا يعود هنالك هنالك مبرر لوجود العالم
أو قيامه .. فينتهي ..

والحقيقة إننا معشر الناس العاديين إنما وجدنا لنكون خلفية
بشرية لهؤلاء الا،بياء الغير دينيين او الدينيين ليس إلا ..
إنهم لكي يأتوا إلى الأرض و يكشفوا الغطاء لا بد لهم من فئات قبلهم تزهر
الدنيا و تزرع الأرض , تسند مسيرتهم و تؤمنن احتياحاتم و بعد
رحيلهم تصفق كثيرا بإعجاب لما اتوا به ..

هذه المئات قبلهم و بعدهم تسمى باسمهم .. فمثلا كل من عاش
من ميلاد ( بتهوفن ) و حوله و حتى رحيله هو من جيل ( بتهوفن ),
وجد لأجله و لأجله وحده دون أن يدري هو او يدرون ..

حلقة تكاملتحتى شملت مجيئه و كشفه الغطاء و رحيله.
و كذلك لكل عظيم جيل ..

يبقى السؤال ؟!

الروائع الجماعية ! من يبرز فيها ؟؟
أهرامات الجيزة مثلا و أبي الهول ,
قام بكشف الغطاء عنها فعليا مئات الألوف من العمال .. و البعض مات
قبل أنجازها و جاء غيرهم , إالى أن تمت شامخة عبر الزمان تتحدى
التاريخ .. من يخلد فيها تماما ؟؟ .. كيف ؟؟ .. و لماذا ..

ثم ..العظماء المغمورون .. و ما اكثرهم ..

هؤلاء اللذين لم يسمع باسمهم احدا

اب مكافح أنشأ جيلا تسمو نفسه و أرضه به ..

جندي مجهول سال دمه فداء لحق أو خير أو عداله ..
ليس هنالك إلا شارة بسيطة فوق قبره ..

عظماء كانوا .. و لن ينتهوا طالما على الأرض نفس و شمس ..
كشفوا عن أستار غيبية و أستار .. اسمى و اجل و أكثر عطاء ..

ما حكمة الإله في غمرهم عن التاريخ !؟؟
من سؤال أهم ..
فكرة الخلود هذه التي تحدثت عنها ما نفعها في الدائرة
الكونية الكاملة بعد انتهائها ؟!

فكرة الحياة كلها بروائعها هذه و أنبيائها أولئك .. لماذا ؟؟

أسئلة تفرض نفسها ..
و تفرض ثغرات أو وومضتي الغامضة هذه
تدفعني لعمل فنجان من القهوة لعدل مزاجيتي و ترك القلم لمن
أهًلهٌ الإله للإمساك به أكثر مني ..

منقول من كتاب "يارب .. قبلة" (هدى الكسيح)